jbail Al Akwa News: ماذا يريد د. سمير جعجع؟؟!!
كتب نقيب الصحافة عوني الكعكي في جريدة الشرق:
لا شك أنّ الدكتور سمير جعجع له تاريخ حافل، حيث كان يدرس الطب في الجامعة الأميركية في بيروت… وبسبب الأحداث والحرب الأهلية حمل البندقية وانتمى الى ميليشيا حزب الكتائب، التي تطوّرت وأصبحت تُسمّى «المقاومة اللبنانية».
صحيح أنه أمضى 11 سنة في السجن بسبب تهمة، أو من غير تهمة.. لأنّ في لبنان كان «كل شيء بيصير».
اكتسب الكثير في السجن.. ولكن يبقى سؤال بسيط: هل أصبح خبيراً بشؤون مجلس النواب والقوانين التي يحكم بها المجلس؟
بصراحة لا أظن ذلك، خصوصاً أنّ تاريخه والأعمال التي قام بها ليست لها علاقة بالقانون ولا بـ«النظام».
اتفق مع «الطفل المعجزة» على أن ينتخب الرئيس السابق ميشال عون رئيساً… وهنا لا بدّ من قول كلمة حق.. إنّ هذا القرار هو أسوأ قرار اتُّخذ في تاريخ لبنان… وكأنّ الدكتور جعجع نسي أو تناسى، ماذا حصل عندما عيّـن أمين الجميّل الجنرال ميشال عون قائد الجيش يومذاك رئيساً للحكومة الانتقالية التي كان أمامها مهمّة واحدة، وهي التحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفاً للرئيس أمين الجميّل المنتهية ولايته.
بالفعل «استأنس» الجنرال ميشال عون على الكرسي وظنّ أنّ والده أعطاه إياها، ويجب أن لا يتخلّى عنها مهما كانت الظروف ولو «خرب لبنان».
وبالفعل… جرت بين عون وجعجع ثلاثة حروب:
حرب التحرير وحرب الإلغاء، وحرب تكسير «رأس حافظ الأسد» التي نتيجتها أنّ عون هرب «بالبيجاما» تاركاً زوجته وبناته الثلاث لإيلي حبيقة لينقذهنّ.
وبالعودة الى «اتفاق معراب» الذي يتضمّن:
أولاً: انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.
ثانياً: مناصفة بين «القوات اللبنانية» وجماعة «الطفل المعجزة» في عدد النواب في المجلس والوزراء في الحكومات المقبلة.
«الطفل المعجزة» حقّق أمنية ميشال عون وأخذ كل شيء. وهنا بدأت المشكلة… وبدأ الصراع الذي راح طيلة عهد ميشال عون.
أما بالنسبة لقانون «جورج عدوان» الذي ألّفه ولحّنه وأنتجه نائب قائد «القوات» جورج عدوان وكان يفاخر به وبما توصّل إليه… إذ بعد حصول «الطفل المعجزة» على كرسي الرئاسة، نقض وعده وتناسى كل شيء، بدءاً من عدد النواب حيث يريد أن يحصل على كل النواب المسيحيين، مروراً بعدد الوزراء والوزارات المختارة.
النتيجة كانت أنّ الدكتور سمير جعجع يريد الآن تغيير القانون، لأنه مختلف مع «الطفل المعجزة».
على كل حال، نريد أن نقول للدكتور وبكل صراحة: القوانين في البلد ليست غبّ الطلب… فإذا رأى أحد النواب أنّ مصالحه لا تتحقق وفق القانون الحالي يطالب بتغيير هذا القانون.
هذا ما حصل بالنسبة لقانون «جورج عدوان»، المشكلة أن هناك رئيساً لمجلس النواب يُعتبر من أذكى ومن أهم الأشخاص، إذ إنه تخرّج من «مدرسة القانون» فهو محامٍ لامع، تمرّس في مكاتب كبيرة ومهمّة، والأهم أنّ الحسّ الوطني الذي يتمتّع الرئيس به نادر وفريد من نوعه.
لذلك، نصيحة للدكتور جعجع الذي ينتقد رئيس الجمهورية يومياً.. ورئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي، ويتهمّه بأنه يعطّل المجلس.. نتمنّى عليه أن يدخل الى كلية الحقوق التي تعلّم القوانين، فربما وجد حلاً لقضيته…