jbail Al Akwa News: لماذا لا تحمي إيران المقاومة؟
كتب نقيب الصحافة عوني الكعكي في جريدة الشرق:
هذا سؤال بديهي، إذ إنّ إيران ومنذ عام 1983، وهي تقف الى جانب المقاومة على الصعيدين المالي والعسكري. فإيران، كما قال شهيد فلسطين أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله هي التي تدفع ثمن الطعام والشراب، والرواتب والطبابة والأسلحة اللازمة للحزب، وأنّ الحزب لا يتعامل مع «البنوك» لأنّ كل شيء مُؤمّن من إيران.
ولمزيد من المعرفة أيضاً، فإنه ومنذ عام 1983 وحتى يومنا هذا، تدفع إيران سنوياً ملياري دولار أميركي وحتى بعد حرب المساندة، أو بعد وخلال الحرب الإسرائيلية على إيران، فقد حوّلت إيران الى الحزب حسب المعلومات 750 مليون دولار أي بالرغم من كل عوائق وصعوبات التحويل والحصار المالي المفروض على إيران وعلى الحزب.
على كل حال، يبقى هناك سؤال مشروع وهو: هل تسمح الأمور في إيران وفي لبنان، بعد سقوط نظام بشار الأسد الهارب، بمواجهة إسرائيل؟ بكل صراحة الجواب كلا بالتأكيد.
لقد أصبحت المقاومة اليوم، وبعد الظروف العسكرية التي تغيّرت، وبعد تكبّد الحزب خسائر كبيرة، وللتذكير أسمّي عملية «البيجر» التي قضت على أهم فرقة في الحزب التي هي فرقة «الرضوان».. إذ استشهد 6000 من أهم العناصر المجاهدين الذين يتمتعون باللياقة العالية، وقد جرت تصفيتهم، إما باستشهادهم ومن خلال فقدان البصر أو الإصابة ببتر أطرافهم أو إصابة بالمعدة.
ولم تكتفِ إسرائيل بهذا الانتصار، بل استطاعت من خلال عملية عسكرية وباستعمال القنابل الخارقة MK84 أن تغتال قائد المقاومة شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، وبعده ابن خالته السيّد هاشم صفي الدين الذي عُيـن مكانه ومعهما كامل قيادة الحزب من الصفّ الأوّل. والأنكى ان الحزب لم يستطع أن يدفن السيّد إلاّ بعد وساطة دولة قطر مع العدو الإسرائيلي.
ولم تكتفِ إسرائيل أيضاً بالقضاء على قادة المقاومة، بل شنّت حرباً حيث قطعت الطائرات الإسرائيلية من طراز F-14 وF-15 المسافة بين فلسطين وإيران والتي تقدّر بـ3000 كيلومتر لتدمّر 3 مفاعل نووية وهي: فوردو ونطنز وأصفهان… وكانت الطائرات «تتجوّل» في سماء إيران من أصفهان الى تبريز الى مشهد وإلى العاصمة طهران بدون أي مقاومة ولمدّة 12 يوماً.
أمام هذا المشهد، وأمام ما قاله شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله بعد عملية «البيجر»: «إننا أصبحنا مكشوفين». كما أكد على التطوّر الكبير الذي وصلت إليه إسرائيل العدوّة تكنولوجياً، أتساءل: لماذا يتمسّك الحزب بسلاحه؟ وهل إيران هي التي تمنعه عن تسليم السلاح؟ والأهم ما الفائدة من المقاومة اليوم؟
بالفعل، أصبحت عمليات المقاومة عمليات انتحارية بدون أي مردود.
لذلك، أتمنى على الإدارة الإيرانية إن كانت بالفعل حريصة على المقاومة، وحريصة على صورتها في العالم، أن تجلس الى طاولة المفاوضات، لأنّ زمن السلاح انتهى، وكل ما يحدث اليوم هو عمليات انتحارية بدون أي هدف أو فائدة.
لمتابعة اخر اخبار لبنان والعالم زوروا موقعنا الالكتروني jbail al akwa news