jbail Al Akwa News: ترامب وولي العهد: دولة فلسطينية وF-35
كتب نقيب الصحافة عوني الكعكي في جريدة الشرق :
الزيارة التي يقوم بها ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان الى أميركا وسط هذا الاستقبال المميّز الذي لم يسجّل لأحد غيره، ويمكن قراءة نتائجه بملاحظتين:
الأولى: دولة فلسطينية، وهذا ما كان يصرّح به دائماً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ أحداث «طوفان الأقصى».. وبالرغم من كل العروض والإغراءات التي عُرضت عليه، بقي يقول: «الدولة الفلسطينية أولاً، وبعدها أعطيكم ما تريدون…».
وأصرّ على هذا الموقف، وكان في كل مناسبة يردّده بالرغم من أنّ الموقف هذا يذكّرنا بموقف عمّه الملك فيصل رحمه الله، يوم قطع النفط عن الدول المساندة لإسرائيل في حرب 6 أكتوبر، لأنّه وعد الرئيسين: الرئيس المصري أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد بهذا الأمر، وبالرغم من أنّ هذا الموقف كلّفه ثمناً كبيراً، إذ دبّر الإسرائيليون مؤامرة اغتياله ونجحوا في ذلك.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، دخل «قلب» الرئيس دونالد ترامب، لأنّ الرئيس ترامب يحب الرجال الرجال الصادقين الذين إذا وعدوا نفذوا، وظلّوا ثابتين على مواقفهم، ولا يتزحزحون قيد أنملة عنها.
كثير من النتائج الضخمة حصلت في هذا اللقاء سوف نعدّدها:
- أولاّ: دولة فلسطينية، وهذا ما وعد به الرئيس البطل دونالد ترامب، وأجبر إسرائيل على وقف حرب غزة بعد سنتين من الجرائم والتدمير وحرب الإبادة، وتدمير 25 مستشفى وعدد من الكنائس والمساجد والجامعات والمدارس، وقتل 150 ألف مواطن معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ. والشعب الغزاوي البطل مع أبطال «طوفان الأقصى» صامدون يتصدّون للإجرام الإسرائيلي ببطولات لم يشهد التاريخ مثيلاً لها. فتصوّروا يا عالم مليونا إنسان يحاربون بأجسادهم القذائف والصواريخ بدون طعام أو شراب أو نوم، وليس لديهم الحدّ الأدنى من مقوّمات الحياة وطرق الحماية.
أمّا عن الاستثمارات، فقد أعلن الأمير محمد بن سلمان أنّ المملكة سوف تستثمر بـ600 مليار، وقد تصل الى 1000 مليار، في عدّة مجالات منها الذكاء الاصطناعي. - الملاحظة الثانية:
صفقة F-35، التي أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سيزوّد المملكة بسرب من هذه الطائرات، وهذه من أهم الطائرات الأميركية تطوّراً. كما أنّ هذه الصفقة سوف تقيم توازناً بين المملكة وإسرائيل، بالرغم من أنّ المملكة لا تريد الحروب وأنها تدعو الى السلام الدائم مع الجميع.
كذلك الاستثمار في المعادن، فمن المعروف أنّ المملكة تحتوي على كنوز ضخمة من المعادن ومن الذهب، وسوف تتعاون مع الأميركيين من أجل الاستثمار في هذه الكنوز.
لقد شهدت العلاقات السعودية – الأميركية يوم 18 (نوڤمبر) تشرين الثاني 2025 إحدى لحظاتها التاريخية الكبرى. كما كان جوهر هذه الزيارة مبنياً على مسوّدة مفاوضات استمرت لعدّة أشهر في محاولة ناجحة من الرياض، لنقل علاقتها مع واشنطن من مستوى الصفقة الشخصية الموقتة التي تميّزت بها حقبة ترامب الأولى الى مستوى المعاهدة المؤسّسية الملزمة.
هذه النقلة ليست ترفاً سياسياً أو تفاوضياً بل هي متطلب استراتيجي لرؤية 2030.
لقد نجح الأمير محمد في استخدام أوراق المملكة الاقتصادية والعسكرية والسياسية لانتزاع الإلتزام المؤسّسي الدائم. فكان البعد الاقتصادي هو الواجهة الأكثر إبهاراً في الزيارة.
كما أن استثمار قرابة التريليون دولار في شركات ومشاريع أميركية يخلق شبكة مصالح معقّدة تشمل ولايات رئيسية.
وأهم من ذلك كله، إنتزاع موافقة أميركا على بيع 48 طائرة من طراز F-35A كما ذكرنا، والتركيز على التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتعاون النووي المدني.
باختصار، لقد كانت الزيارة موفقة الى أبعد الحدود، وهذا هو الأهم.
لمتابعة اخر اخبار لبنان والعالم زوروا موقعنا الالكتروني jbail al akwa news