jbail Al Akwa News: ولي العهد السعودي يعيد التاريخ
كتب عوني الكعكي:
لا شك أن لقاء أقوى رئيس في العالم وهو الرئىس الأميركي دونالد ترامب مع ولي عهد المملكة العربية السعودية لا يمكن أن يوصف إلا بأنه لقاء الجبابرة.
في السبعينيات وتحديداً في عام 1972 نشرت مجلة «الحوادث» اللبنانية، التي كان صاحبها ورئيس تحريرها المغفور له الأستاذ سليم اللوزي الذي كان يعتبر من أهم رجال الصحافة في ذلك الوقت، على الغلاف صورة الملك فيصل رحمه الله وصورة شاه إيران رحمه الله وبينهم برميل نفط.
طبعاً هذا الغلاف يرمز الى أن هناك صراعاً بين المملكة العربية السعودية وبين إيران عمّن سيكون المسيطر على المنطقة، أو من هو القائد الفعلي في تلك الحقبة.
جاءت حرب 1973 في 6 أكتوبر المجيدة لتغيّر الأمور، ويصبح الشاه الذي لم ينفّذ الأوامر بالقضاء على الجيش العراقي، مطلوباً إسقاطه وإنهاء حكمه في إيران.
من هنا جاءت فكرة الإطاحة بشاه إيران، ومجيء آية الله الخميني الذي يحمل مشروع التشيع، هذا المشروع الذي اعتبره وزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر أهم مشروع حرب بين المسلمين.
وبالفعل، عندما جاء آية الله الخميني، بدأ ينفذ ويخطط لما رسمه كيسنجر من دعوة الى التشييع، ومن لا يريد يجب محاربته وإجباره على التشيّع.
وهكذا نشبت حرب بين إيران والعراق تكبّدت فيها كل من الدولتين 1000 مليار دولار خسائر ومليون قتيل. ومنذ ذلك الوقت وإيران تسرح وتمرح في المنطقة، تحت شعار «تحرير القدس ومحاربة إسرائيل»، ولكن كل الكلام كان معسولاً من دول فعل، لأنّ «فيلق القدس» الذي أنشأته إيران لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل، ولم يستشهد منه أي جندي، وبالتأكيد فإنّ هذا الفيلق كان لمحاربة أهل السنّة، ولتنفيذ مشروع التشيّع، حتى وصلت الأمور منذ 4 سنوات الى حدّ أنّ مرشد الثورة آية الله الخامنئي كان يفاخر بالسيطرة على 4 عواصم عربية، هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. وأطلق فكرة «الهلال الشيعي» الذي كان يحذّر منه الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن. وحين نشبت حرب غزة، حين قام أبطال «طوفان الأقصى» بأكبر عملية عسكرية في تاريخ العدو الإسرائيلي، فقتلوا فيها خلال ساعتين 1000 إسرائيلي وأسروا 250 من الإسرائيليين. دخل الحزب بناءً على أوامر من أمين عام الحزب وشهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله المعركة، أي معركة مساندة غزة في اليوم الثاني لـ«طوفان الأقصى» أي في 8 أكتوبر، إنطلاقاً من أنّ موضوع تحرير القدس ليس شعاراً فارغاً بل هو حقيقة يؤمن بها قائد مسيرة الحزب… والمعلومات تشير الى أنّ القيادة الإيرانية لم تكن موافقة.. لكنها كانت مُحرجة جداً.
على كل حال، نجحت إسرائيل في عملية «البيجر»… تلك العملية التي غيّرت مجرى التاريخ وأصابت الحزب بالضربة القاضية… ثم تبعها اغتيال قائد المقاومة وأمينها العام شهيد فلسطين مع قادة الصف الأوّل في الحزب، وأصبح الحزب في أضعف موقف له منذ تأسيسه.
لم تكتفِ إسرائيل بالقضاء على الحزب، بل شنّت حرباً على إيران ودمّرت 3 مفاعل نووية هي: فوردو ونطنز وأصفهان. وخلال 12 يوماً كانت تعربد في سماء إيران ولا من يسألها عمّا فعلته أو تفعله.
والأخطر أنّ المشروع الإيراني سقط، والأهم أنّ إسرائيل أصبحت في موقع مختلف.. إذ يبدو أنها تريد أن تكون مسيطرة على دول منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. وهنا أعلن ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان تمسّكه بقيام دولة فلسطينية، هذا أولاً…
أما ثانياً: فإنّ التخوّف اليوم من أن تصبح إسرائيل شرطي المنطقة… وهذا ما لا تقبل به المملكة العربية السعودية بالرغم من أنّ المملكة أعلنت مراراً وتكراراً تمسّكها بقيام دولة فلسطينية مقابل السلام، ولكن إسرائيل بدأت تطمح الى ما هو أكثر وأبعد.
ثالثاً: إيران فوّضت ولي العهد السعودي بحث مشروع جوّي مع الأميركيين، يحفظ للنظام الإيراني «ماء الوجه»، ولا تزال المعلومات عن هذا الموضوع ضبابية.
رابعاً: يُحكى عن إعطاء المملكة طائرات (F-35)، وأظنّ أنّ ذلك إذا حصل سيغيّر الميزان العسكري في المنطقة، ويصبح السلام قريب المنال.
والجدير ذكره أنّ أميركا كانت قد وجهت تحذيراً قاسياً الى إسرائيل بعد الاعتداء على دولة قطر، لأنها تجاوزت الخطوط الحمر… وهذا يصب في مصلحة المملكة للحصول على طائرات (F-35) التي ستعيد التوازن العسكري مع إسرائيل.
غداً سوف أكتب عن أهم الملفات التي تم بحثها بين الرئيس ترامب وولي العهد السعودي.
لمتابعة اخر اخبار لبنان والعالم زوروا موقعنا الالكتروني jbail al akwa news