في زمنٍ يتبدّل فيه كل شيء بسرعة : التحالفات ، المبادئ ، وحتى الوجوه والأقارب، فلا عجب أن ترى صديق الأمس خصم اليوم ، ورفيق الدرب يتحوّل إلى سهام في الظهر . طَغَت المصالح الخاصة والشخصية على التمسك بالمبادئ وإحترام الموقف في كل المجالات الإجتماعية منها والسياسية ، فلا عجب مع تبدّل الأنظمة في وقتنا الحاضر أن نشاهد تحالفات تبدّلت ، وصداقات إنهارت ، وعلاقات وِدْ إنكسرت ، ففي غياب المبادئ والقيم والوفاء ، تتسلّق المصالح سلّم التغيير بين الصداقة والعداء.
الأمثلة كثيرة في المجتمع والسياسة والتاريخ :
ففي المجتمع الصداقة المزيّفة تنهار عند أول إختبار ،فتظهر المصلحة ويختفي الوفاء .
وفي التاريخ أبلغ مثلٍ هو أن أحد تلامذة السيد المسيح خانه بثلاثين من الفضة .
أما في السياسة ،وما أكثر الأمثال المحلية والإقليمية :
ففي المحليات ، التيار الوطني الحرب وحركة أمل ، من العداء إلى التقاطع بعد إتفاق مار مخايل، واليوم العلاقة تتأرجح بين التفاهم والخصام.
أما تيار المستقبل وحزب الله من شريك في حكومات الرئيس رفيق الحريري إلى خصم شرس بعد الإستشهاد .
والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر خاضا حرب دمويّة في الثمانينات ثم تحالفا بعد تفاهم معراب .
أما في الإقليم ، دعمت أميركا صدام حسين في حربه مع إيران ،بعدها أصبح عدواً شرساً لها إنتهت بإسقاطه عام ٢٠٠٣ .
كانت العلاقة دافئة بين أنقرة ودمشق لعقود ،ولكن إنقلبت بعد الأزمة السورية عام ٢٠١١ ودعمت تركيا المعارضة السورية .
الأمثلة كثيرة ولكن على المرء أن يستخلص العِبر ،ولا يتفاجأ بالتغيير ، ويتمسك ببعض الخواطر المثبّتة لأن التغيير لا يحدث فجأة ،ولكنه يفاجئك دائماً ، والعلاقات تبدأ بإسم الحب والصداقة ،وتنتهي بالخيانة أو الحسد .
هل لأهل المبادئ مكانةٌ بين اليوم والغد .
أخيراً نحن في زمن التغيير الشامل في المنطقة ،هل سنشهد إلغاء لكلمة العدو مع التمسّك بمصالح لبنان ، ونحن مقبلون على إنتخابات نيابية ،ففي السياسة اللبنانية لا شيء نهائي ، أصدقاء اليوم قد يكونون أعداء الغد ،لا لأنهم تغيّروا فجأةً ،بل لأن الأقنعة سقطت أو المصالح تقدّمت .والعِبرة:
لا تدع أي صديق يعرف طريق قلبك ، لأنه إن إنقلب ، عرف أين يوجّعك
Follow this link to join my WhatsApp group: https://chat.whatsapp.com/JZuT4gfEWzOFwU3ld5lu93
لمتابعة اخر اخبار لبنان والعالم زوروا موقعنا الالكتروني jbail al akwa news