jbail Al Akwa News: يوم لا ينفع الندم!!! [الحلقة الأولى]
كتب نقيب الصحافة عوني الكعكي في جريدة الشرق:
تاريخ العرب -كل العرب- حافل بالمواقف الرافضة والمتعنّتة كحلول لمشاكلهم… فيرفضون، ظناً منهم أنّ رفضهم هذا، يؤدي حتماً الى تحسين ما يحصلون عليه… فتأتي الأمور عكس ما كانوا يشتهون.
وأبدأ بقرار تقسيم فلسطين الصادر من الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة تحت رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1974 (33 مع و13 ضد وعشرة امتنعوا عن التصويت).
وقضى القرار بأنّ تقسّم فلسطين على الشكل التالي:
1- دولة عربية تبلغ مساحتها 4300 ميل مربع أو أحد عشر كلم2، ما يمثّل 42.3 % من فلسطين، وتقع على الجليل الغربي ومدينة عكا والضفة الغربية والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء.
2- دولة يهودية تبلغ مساحته 5700 ميل مربع، أو خمسة عشر كلم2، وتقع على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب والجليل الشرقي بما في ذلك طبريا وأصبع الجليل والنقب وأم الرشراش (إيلات حالياً).
3- القدس وبيت لحم تحت وصاية دولية، رفض العرب هذا التقسيم، وهُجّر الفلسطينيون الى الأردن وسوريا ولبنان على أمل عودتهم الى فلسطين، كل فلسطين في أقرب وقت.
وفي العام 1967، وبدل أن يسترجع العرب ما كان العدو الإسرائيلي قد أخذه، نشبت الحرب، ليحتل العدو الإسرائيلي هضبة الجولان في سوريا وهي ذات موقع استراتيجي يكشف كامل الأراضي الفلسطينية… كما احتل العدو الضفة الغربية بالكامل… والقدس الشرقية التي كانت تحت حكم الأردن إضافة الى صحراء سيناء كاملة غير منقوصة.
قبل ذلك عرض الحبيب بورقيبة رئيس جمهورية تونس الصلح مع إسرائيل في 2 تموز (يوليو) عام 1973، فقامت الدنيا عليه ولم تقعد.. واتهم يومذاك بالخيانة العظمى.
بعد وفاة الرئيس التاريخي جمال عبد الناصر في 28 أيلول (سبتمبر) عام 1970، وتسلم الرئيس محمد أنور السادات الحكم، استطاع أن يبرم اتفاقاً سرّياً مع الرئيس حافظ الأسد لشن حرب على إسرائيل لاسترجاع الأراضي التي احتلها العدو الإسرائيلي عام 1967. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ 5000 جندي سعودي و5000 جندي كويتي انضمّوا الى الجيش السوري وإلى الجيش المصري، وكذلك فعلت المغرب التي أرسلت فرقة سُمّيت بـ«التجريدة المغربية» وهم الذين استرجعوا جبل الشيخ بعد معارك بطولية أسطورية مع جيش العدو الإسرائيلي.
وبعد أن أعلن الرئيس أنور السادات أنّه لا يستطيع أن يحارب أميركا، دعا الى مؤتمر سلام.
الرئس حافظ الأسد بقي يحارب لمدّة طويلة… وبسبب خروج مصر من الحرب أصبح الضغط عليه كبيراً وتحديداً على الجبهة السورية، حيث استطاع جيش العدو الإسرائيلي أن يقوم بخرق الدفاعات السورية بسبب الجسر الجوّي الذي أقامته أميركا مع العدو الإسرائيلي، وتقدّم جيش العدو الإسرائيلي ملتفاً عن طريق جنوب سوريا ليصل الى «سعسع». يومذاك وصل الجيش العراقي الى الجبهة آتياً مباشرة من العراق من دون أن يتوقف بأي محطة، واستطاع أن يوقف تقدّم جيش العدو الإسرائيلي.
ذهب الرئيس السادات الى «طاولة السلام»… ولكن قبل ذهابه عرّج على دمشق محاولاً إقناع الرئيس حافظ الأسد بدخول «طاولة السلام»، لكن الأسد رفض رفضاً شديداً.
وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة.




