Follow this link to join my WhatsApp group: https://chat.whatsapp.com/F3uNzGux4nD8hDzxOuzKIL

jbail Al Akwa News: سوريا تعود إلى حضنها الأميركي
كتب نقيب الصحافة عوني الكعكي في جريدة الشرق:

بغض النظر عمّا إذا كان الشعب يحب الرئيس حافظ الأسد، أو لا يحبّه. ولكن كان عهده يتميّز بالاستقرار والتقدّم وقيام دولة حقيقية. بينما كانت سوريا قبل ذلك وإلى فترة طويلة دولة الانقلابات، إذ سجّلت خلال فترة زمنية قصيرة جداً عدداً كبيراً من الانقلابات، وأصبحت تحمل إسم «دولة الانقلابات».. إذ «تنام على شيء» و«تصحو على شيء». وهنا لا بدّ من الاعتراف أنّ الرئيس حافظ الأسد، استطاع أن يحكم سوريا باستقرار لم تشهده في تاريخها وذلك بسبب علاقة الرئيس الأسد بالأميركيين.
أقول هذا الكلام عندما شاهدت صورة الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس أحمد الشرع.
قد يتساءل البعض: لماذا سقط الرئيس الهارب بشار الأسد؟ بكل صراحة سوف أروي هذه القصة ليعرف القارئ عن سبب سقوط بشار الأسد.
في عام 2003، جاء المبعوث الاميركي ريتشارد أرميتاج الى سوريا من أجل الاتفاق مع الرئيس السوري بشار على اسم رئيس جمهورية لبنان الجديد… وقد قدّم المبعوث الأميركي أرميتاج اقتراحاً قال فيه: على الرئيس بشار الأسد أن يقدّم ثلاثة أسماء يختارها كما يشاء ويقدّمها للمبعوث الأميركي.. وهكذا حصل، إذ طلب الرئيس الأسد أن يجتمع مع نائب رئيس الجمهورية الاستاذ عبد الحليم خدام، ومع وزير الخارجية يومذاك فاروق الشرع..
في الاجتماع الذي حصل في القصر الجمهوري بين الرئيس بشار الأسد وبين خدام والشرع… كان رأي فاروق الشرع أن يتمسّك الرئيس بشّار الأسد بالتجديد للرئيس إميل لحود لأنه ضمانة للوجود السوري في لبنان.. كذلك ضمانة لبقاء حزب الله في لبنان أيضاً. رفض نائب الرئيس الأستاذ عبد الحليم خدام هذا الكلام، وقال: «لنفترض أنّ الرئيس إميل لحود مات، فماذا نفعل؟ هل صحيح ليس لنا في لبنان اسم مرشّح للرئاسة غير إميل لحود؟ ثانياً: أبوك يا سيدي الرئيس حكم سوريا 30 سنة باستقرار لم تعهده سوريا في كل تاريخها، والسبب العلاقة المميّزة بين والدك وبين الأميركيين، فأنصحك أن تحافظ على هذه العلاقة إن كنت تريد أن تبقى في الحكم».
في اليوم الثاني الساعة 10 صباحاً حضر أرميتاج الى القصر الجمهوري في دمشق ليتسلم الأسماء الثلاثة، ففوجئ بقرار الرئيس بشار وإصراره على التمديد للرئيس إميل لحود، فكان جواب المبعوث الأميركي: «سيدي الرئيس لقد اتخذت قراراً خاطئاً وسوف تدفع الثمن غالياً وسترى قريباً».
بالفعل، عندما بدأت الثورة السورية عام 2011، وعمّت التظاهرات التي كانت تجوب البلاد، ورفعت شعار الديموقراطية والحرية وإجراء انتخابات حرّة والدعوة الى السماح بترخيص لمؤسّسات إعلامية حرّة في مجال الصحافة والإعلام المرئي.
كان الردّ الوحيد من الدولة هو: القتل والقمع.
طبعاً صمد النظام بمساعدة إيران والحرس الثوري وحزب الله وروسيا التي حصلت على 10 مليارات دولار من أجل حماية الأسد.
كل هذا الدعم وكل هذه الأموال التي دُفعت، فشلت في بقاء الأسد في السلطة.
والجميع يتذكر عندما أعلن الرئيس الشرع أنه سوف يحرّر سوريا من الإيرانيين ومن حزب الله.. والأهم من حزب البعث ومن العلويين، لأنّ الجيش السوري بأغلبيته من العلويين، وهذا له أسبابه التاريخية، إذ كان عيب عند السوريين أن يدخلوا في الجيش، خاصة أهل السنّة في دمشق.. علماً بأنّ أهل الشام يتمسّكون بأن يكونوا تجّاراً، وأنّ أبناء العائلات لا يدخلون الجيش.
وبالفعل، خلال أسبوع سقط بشار الأسد وسقط معه حزب الله، وسقطت إيران، أما الروس فراحوا يتفرجّون والعمل الوحيد الذي قاموا به هو تهريب الرئيس بشّار الذي حصل على لقب «الرئيس الهارب».
الزيارة التي قام بها الرئيس أحمد الشرع الى أميركا ولقاء الرئيس الأقوى في تاريخ أميركا دونالد ترامب يؤكّد أنّ سوريا سوف تشهد ما خسرته بسبب فشل الرئيس الهارب.
سوريا لا يمكن أن تُـحكم إلاّ بالاتفاق مع الأميركيين، وكل من يعادي أميركا سوف يسقط.
هذه النظرية تعلمّها الرئيس أحمد الشرع.. وللتاريخ نقول: إنّ الرئيس الوحيد في سوريا الذي لم يذهب الى أميركا هو الرئيس حافظ الأسد، بل جاء الرئيس ريتشارد نيكسون إليه في 15 حزيران 1974. كذلك قابل الرئيس حافظ الأسد الرئيس بيل كلينتون في جنيڤ مرتين، وكنت في المرتين معه، وهو الرئيس الوحيد الذي لم يذهب الى أميركا.

لمتابعة اخر اخبار لبنان والعالم زوروا موقعنا الالكتروني jbail al akwa news

Leave a comment